[center][size=21]احتشد الناس وكلهم فضول في انتظار فتح المزاد
فاليوم يوجد في المزاد بضاعة للبيع ، ليست سيارة أو تلفزيون
أو أثاث منزلي . اليوم البضاعة مختلفة انها ( قلب للبيع ) !!!
ينادي الرجل بأعلى صوته يتجمع الناس حول ذلك القلب ،
يبداً الرجل باستعراض البضاعة :
يوجد لدينا قلب للبيع من صفاته :
* يتعاطى الرومانسية
* الحب في قاموسه أسمى عاطفة في الوجود
* يكره الخيانة ويرسم الوفاء طريقاً يمشي عليه
* يفرح لسعادة محبوبة ولو كان في أحضان قلب آخر !!
- آخر فحوصات أجريت له بينت :
* أنه خافت النبض ( بالكاد يقوى على الخفقان )
* مثخن بالجراح ومثقل بالهموم
* على وشك أن يحتضر ( في ايامه الأخيرة )
صاح الرجل : فتح المزاد .... فتح المزاد
من يشتري ???? .... من يشتري ????
صمت رهيب ، مرت ساعة تلتها ساعات والقلب معروض للبيع
ولا من مشتري !!! وكأن الناس ملت الرومانسية والصدق !!!
ياقلب لا تلمهم فأنت قلب ضعيف وماذوا يريدون بقلب قد انتهى
تاريخ صلاحيته منذ فترة طويلة !!!
(2)
**يسود الصمت مرة أخرى ، وما هي إلا لحظات ويسدل الستار
على المزاد . فجأة تخرج امرأة من بين الحشود لتصيح بصوت
فيه من السخرية الشئ الكثير وتقول :
( أنا سأشتري هذا القلب ) !!!
يلتفت القلب وقد لاحت له بارقة أمل في الخلاص من هذا العذاب
ويالهول ما رأى !!!!
مستحيل انها هي !!! رددها آلاف المرات
وأخذ صوته في الصراخ ليقول :-
ياربي كيف الهروب من جحيمها فهاهي تعود لي من جديد بعد ان تسببت في ضياعي واحتضاري
تعود وبكل وقاحة لترجعني لسجونها وحصونها وأسوارها مكبلاً
بالحبال والحديد لتبدأ رحلة العذاب من جديد . أظنها لم تكتفي
ولن تكتفي من عذابي وضياعي !!!
وفي حالة هستيرية يصرخ القلب بالحضور :
أرجوكم لا تتركوني لها لا تبيعوني لها ، خذوني هدية لا تدفعوا مالاً
ولكن لا ترجعوني لها .
فجأة يلتفت القلب حوله فلا يجد أحداً وفيما يبدو فقد تمت البيعة ،
وهاهي المرأة ذات الضحكة الساخرة تنظر إليه وفي نظراتها
كل معاتي التهكم والسخرية لتقول له :
ألم أقل لك أيها القلب الضعيف بأنه لا هروب مني إلا إلي !!!
(3)
** لكن فصول المسرحية لم تنتهي ولم يسدل الستار بعد ، فالقلب
يرفض الاستسلام والعودة للغدر والخيانة والمهانة والتلاعب
بالاحاسيس والمشاعر من جديد . ويأبى إلا أن يكون حراً صادقاً
شامخاً .
لفظ أنفاسه الأخيرة ، منهياً حياته بيده لعله يبقى ذلك القلب الصادق
[/center]